قلة النشاط وتعكر المزاج يلازمان الطلاب مع بداية الدوام الدراسي
سيعود كل المجتمع للاستيقاظ المبكر وبالذات الأطفال والشباب الذين تعودوا السهر خلال الثلاثة أشهر الماضية. من الصعب الطلب من طفل تعود النوم الساعة الثانية صباحا لمدة أسابيع أن ينام الساعة التاسعة مساء لأن عليه الذهاب إلى المدرسة مبكرا اليوم التالي. وهذه ظاهرة نشاهدها كل سنة مع بدء المدارس حيث يذهب الطلاب لصفوفهم وهم في حالة نقص نوم حاد يؤثر على تركيزهم ومزاجهم وقد يسبب لهم اضطرابات عضوية كاضطرابات الجهاز الهضمي وغيره. إذا تعود الجسم على النوم في ساعات معينة والاستيقاظ في ساعات معينة فإن فيزيولوجية الجسم تتكيف مع ذلك وبالتالي يفرز هرمون النوم [color=#ff0000](الميلاتونين) في الوقت الذي اعتاد الجسم أن ينام فيه لذلك من الصعب أن يطلب من الجسم أن ينام لعدة ساعات في الوقت لم يعتد النوم فيه. ويمكن تشبيه هذه الحالة بالسفر شرقا عبر عدة نطاقات زمنية كالسفر لليابان مثلاً حيث يعاني بعض المسافرين مما يعرف بالجت لاق (Jetlag) بسبب الاختلاف السريع في التوقيت بين البلدين حيث يبدأ اليوم قبل بدئه في بلد الموطن بعدة ساعات مما يسبب صعوبة للمسافر حيث عليه أن يقدم وقت نومه واستيقاظه، وسرعة التأقلم مع الوضع الجديد تختلف من شخص لآخر ففي حين أن البعض لا يجد أي صعوبة في التغيير السريع في نظام نومه نجد أن الكثيرين يعانون من هذا التغير لفترات متفاوتة قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر، ومن المعلوم عند أخصائي اضطرابات النوم أن تقديم مواقيت النوم والاستيقاظ يكون صعبا جداً مما يصعب من سرعة التأقلم بعكس تأخير النوم والاستيقاظ والذين يكون التأقلم معهما أسرع، وقد يعاني أولئك من بعض الأعراض خلال الأيام الأولى من بدء الدوام مثل قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، آلام في المعدة وحموضة، واضطراب الجهاز الهضمي.
وللأسف لا توجد أي استراتيجية أو أسلوب علاجي يمكنه التخلص من هذه المشكلة بصورة فاعلة خلال يوم واحد ولكن لا بد من محاولة الاستعداد للنظام الجديد في النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بدء الدوام، بناء على ما سبق وجب البدء في تعويد الأطفال والطلاب بصفة عامة على نظام النوم الجديد قبل بدء المدارس بعدة أيام. وقد يقوم البعض بإعطاء أبنائهم مضادات الحساسية (مضادات الهيستامين) التي تسبب النعاس ليلة بدء الدراسة حتى يناموا مبكرين وهذه ممارسة خاطئة لا ننصح بها لأن هذه الأدوية لم ترخص لمثل هذا الاستخدام . وهذه بعض النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم وتساعد في تخفيف أعراض اختلاف وقت النوم: - محاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بداية الدوام ويجب الاستفادة من الأيام الأخيرة من الإجازة في ذلك وخاصة بالنسبة للأطفال حيث أن على الوالدين الحرص على تعويد أبنائهم على نظام الدوام المدرسي عدة أيام قبل بدء الدراسة علماً بأن محاولة تعديل نظام النوم يجب أن يتم بصورة تدريجية. فيمكن على سبيل المثال تقديم مواعيد الاستيقاظ والنوم ساعة يوميا حتى تتوافق مواعيد النوم مع المواقيت المطلوبة أيام الدراسة.
- التعرض لإضاءة قوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل (لا يتطلب ذلك البقاء خارج المنزل تحت الشمس ولكن يمكن التعرض للضوء من داخل المنزل أمام إحدى النوافذ) لأن الضوء هو العامل الأساسي في تحديد الساعة البيولوجية حيث يقوم بخفض مستوى هرمون النوم (الميلاتونين) في الدم. وفي نفس الوقت تجنب الإضاءة القوية في المساء [color:30ad=#8b0000:30ad](قبل النوم بساعتين على الأقل).
- تجنب إثارة الطفل في المساء والتقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة قبل موعد النوم بساعتين. أخيرا، نحن على مشارف شهر رمضان الكريم أعاده الله على جميع القراء وهم بصحة وعافية. ومع دخول الشهر الكريم سنبدأ جولة جديدة من السهر المبالغ فيه والنقص الحاد في ساعات النوم ولنا بمشيئة الله حديث مفصل عن ذلك مستقبلا.